حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتْلِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: مَا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا إِلَّا بِسَبَبِ امْرَأَةٍ بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ فِيهِمْ مَلِكٌ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا تَحْتَ يَدَيْ ذَلِكَ الْمَلِكِ، فَهَمَّتِ ابْنَةُ ذَلِكَ الْمَلِكِ بِأَبِيهَا، فَقَالَتْ: لَوْ أَنِّي تَزَوَّجْتُ بِأَبِي فَاجْتَمَعَ لِي سُلْطَانُهُ دُونَ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَتِ تَزَوَّجْنِي وَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ إِنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا لَا يُحِلُّ لَنَا هَذَا، فَقَالَتْ: مَنْ لِي بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا؟ ضَيَّقَ عَلَيَّ وَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَتَزَوَّجَ بِأَبِي فَأَغْلِبَ عَلَى مُلْكِهِ وَدُنْيَاهُ دُونَ النِّسَاءِ قَالَ: فَأَمَرَتِ اللَّعَّابِينَ وَمَحَلَتْ بِذَلِكَ لِأَجْلِ قَتْلِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، فَقَالَتِ: ادْخُلُوا عَلَيْهِ فَالْعَبُوا، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُمْ فَإِنَّهُ سَيُحَكِّمُكُمْ، فَقُولُوا: دَمُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، وَلَا تَقْبَلُوا غَيْرَهُ. وَكَانَ اسْمُ الْمَلِكِ رَوَّادَ، وَاسْمُ ابْنَتِهِ الْبَغِيَّ، وَكَانَ الْمَلِكُ فِيهِمْ إِذَا حَدَّثَ فَكَذَبَ، أَوْ وَعَدَ فَأَخْلَفَ خُلِعَ فَاسْتُبْدِلَ بِهِ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَلْعَبُوهُ وَكَثُرَ عُجْبُهُ مِنْهُمْ، قَالَ: سَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَقَالُوا لَهُ: نَسْأَلُكَ دَمَ


الصفحة التالية
Icon