ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " كَانَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ بَرْصَاءَ، فَجَاءَتْ إِلَى النِّيلِ، فَإِذَا التَّابُوتُ فِي النِّيلِ تُخْفِقُهُ الْأَمْوَاجُ، فَأَخَذَتْهُ بِنْتُ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا فَتَحَتِ التَّابُوتَ، فَإِذَا هِيَ بِصَبِيٍّ، فَلَمَّا اطَّلَعَتْ فِي وَجْهِهِ بَرِأَتْ مِنَ الْبَرَصِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا الصَّبِيَّ مُبَارَكٌ، لَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بَرِئْتُ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ: هَذَا مِنْ صِبْيَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلُمَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَقَالَتْ: ﴿قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ﴾ ". وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِهِ أَعْوَانُ فِرْعَوْنَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ فِي مَجْلِسٍ لَهُ كَانَ يَجْلِسُهُ عَلَى شَفِيرِ النِّيلِ كُلَّ غَدَاةٍ: فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ النِّيلُ بِالتَّابُوتِ يَقْذِفُ بِهِ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَتُهُ جَالِسَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ فِي الْبَحْرِ، فَأْتُونِي بِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَعْوَانُهُ، حَتَّى جَاءُوا بِهِ، فَفُتِحَ التَّابُوتُ فَإِذَا فِيهِ صَبِيٌّ فِي مَهْدِهِ، فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَهُ، وَعَطَفَ عَلَيْهِ نَفْسَهُ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ آسِيَةُ: ﴿لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [القصص: ٩] ". -[١٦١]- وَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ﴾ [القصص: ٨] وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْآلِ فِيمَا مَضَى بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ مِنْ إِعَادَتِهِ هَهُنَا.