حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾ [السجدة: ٢٧] قَالَ: الْأَرْضُ الْجُرُزُ: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، لَيْسَ فِيهَا نَبَاتٌ. وَفِي قَوْلِهِ: ﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾ [الكهف: ٨]، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ وَلَيْسَ فِيهَا نَبَاتٌ وَلَا شَيْءٌ "
﴿فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ﴾ [سورة: السجدة، آية رقم: ٢٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَنُخْرِجُ بِذَلِكَ الْمَاءِ الَّذِي نَسُوقُهُ إِلَيْهَا عَلَى يَبْسِهَا وَغِلَظِهَا وَطُولِ عَهْدِهَا بِالْمَاءِ زَرْعًا خَضِرًا تَأْكُلُ مِنْهُ مَوَاشِيهِمْ، وَتُغَذَّى بِهِ أَبْدَانُهُمْ وَأَجْسَامُهُمْ فَيَعِيشُونَ بِهِ.
﴿أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ [السجدة: ٢٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ بِأَعْيُنِهِمْ فَيَعْلَمُوا بِرُؤْيَتِهُمُوهُ أَنَّ الْقُدْرَةَ الَّتِي بِهَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ بِهَا الْأَمْوَاتَ وَأَنْشُرَهُمْ مِنْ قُبُورَهُمْ، وَأُعِيدَهُمْ بِهَيْئَاتِهِمُ الَّتِي كَانُوا بِهَا قَبْلَ وَفَاتِهِمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [السجدة: ٢٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَيَقُولُونَ﴾ [آل عمران: ٧٥] هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ لَكَ ﴿مَتَى هَذَا الْفَتْحُ﴾ [السجدة: ٢٨] وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: مَتَى يَجِيءُ هَذَا -[٦٤٤]- الْحُكْمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، وَمَتَى يَكُونُ هَذَا الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ.