ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّهِيدِيُّ، قَالَ: ثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَزِيَادٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤] قَالَ: «إِنَّا لَعَلَى هُدًى؛ وَإِنَّكُمْ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ دُخُولِ أَوْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ: لَيْسَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ شَكٌّ، وَلَكِنْ هَذَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْمُهْتَدِي، قَالَ: وَقَدْ يَقُولُ الرَّجُلُ لِعَبْدِهِ: أَحَدُنَا ضَارِبُ صَاحِبِهِ، وَلَا يَكُونُ فِيهِ إِشْكَالٌ عَلَى السَّامِعِ أَنَّ الْمَوْلَىَ هُوَ الضَّارِبُ وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّا لَعَلَى هُدًى، وَإِنَّكُمْ إِيَّاكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، لِأَنَّ الْعَرَبَ تَضَعُ أَوْ فِي مَوْضِعِ وَاوِ الْمُوَالَاةِ، قَالَ جَرِيرٌ:
[البحر الوافر]


الصفحة التالية
Icon