حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلٌ قَالَ: ثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: ثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قَدِمَ وَفْدٌ أَرَاهُ قَالَ: تَمِيمٌ، عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ عَلَى قَوْمِهِ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَفْعَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَتَكَلَّمَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: ٢] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: ٣] قَالَ: فَمَا حَدَّثَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَسْمَعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَمَا ذَكَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَدَّهُ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ "
وَقَوْلُهُ: ﴿أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ﴾ [الحجرات: ٢] يَقُولُ: أَنْ لَا تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ فَتَذْهَبَ بَاطِلَةً لَا ثَوَابَ لَكُمْ عَلَيْهَا، وَلَا جَزَاءَ بِرَفْعِكُمْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ نَبِيِّكُمْ، وَجَهْرِكُمْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ -[٣٤٣]- وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ: مَعْنَاهُ: لَا تَحْبَطُ أَعْمَالُكُمْ قَالَ: وَفِيهِ الْجَزْمُ وَالرَّفْعُ إِذَا وَضَعَتْ «لَا» مَكَانَ «أَنْ» قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ» وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الْجَزْمِ، وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ: قَالَ: أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ: أَيْ مَخَافَةَ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَقَدْ يُقَالُ: أَسْنِدِ الْحَائِطَ أَنْ يَمِيلَ وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الزمر: ٥٥] يَقُولُ: وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَلَا تَدْرُونَ


الصفحة التالية
Icon