إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا | وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا |
فَنَصَبَ الْعُيُونَ لِاتِّبَاعِهَا الْحَوَاجِبَ، وَهِيَ لَا تُزَجَّجُ، وَإِنَّمَا تُكَحَّلُ، فَأَضْمَرَ لَهَا الْكُحْلَ، كَذَلِكَ يُضْمَرُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يَحْسُنُ فِيهِ آمَنَّا صَدَّقْنَا وَآمَنَّا وَشَهِدْنَا. قَالَ: وَبِقَوْلِ النَّصْبِ قَوْلُهُ:
﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ﴾ فَيَنْبَغِي لِمَنْ كَسَرَ أَنْ يَحْذِفَ أَنْ مِنْ لَوْ لِأَنَّ أَنْ إِذَا خُفِّفَتْ لَمْ تَكُنْ حِكَايَةً. أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: أَقُولُ لَوْ فَعَلْتَ لَفَعَلْتُ، وَلَا تَدْخُلُ أَنْ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَسَرُوهَا كُلُّهُمْ وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَقُولُونَ: وَإِنْ لَوِ اسْتَقَامُوا فَكَأَنَّهُمْ أَضْمَرُوا يَمِينًا مَعَ لَوْ وَقَطَعُوهَا عَنِ النَّسَقِ عَلَى أَوَّلِ الْكَلَامِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ لَوِ اسْتَقَامُوا؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ أَنْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَعَ الْيَمِينِ وَتَحْذِفُهَا، قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
فَأُقْسِمُ لَوْ شَيْءٌ أَتَانَا رَسُولُهُ | سِوَاكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعَا |
قَالُوا: وَأَنْشَدَنَا آخَرُ:
[البحر الوافر]
أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كُنْتَ حُرًّا | وَمَا بِالْحُرِّ أَنْتَ وَلَا الْعَتِيقِ |
وَأَدْخَلَ أَنْ مَنْ كَسَرَهَا كُلَّهَا، وَنَصَبَ
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ [الجن: ١٨] فَإِنَّهُ خَصَّ