حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا﴾ [الإنسان: ٣] لِلنِّعَمِ ﴿وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: ٣] لَهَا
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ﴾ [الإنسان: ٢] إِلَى ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾ [الإنسان: ٣] قَالَ: نَنْظُرُ أَيَّ شَيْءٍ يَصْنَعُ، أَيَّ الطَّرِيقَيْنِ يَسْلُكُ، وَأَيَّ الْأَمْرَيْنِ يَأْخُذُ، قَالَ: وَهَذَا الِاخْتِبَارُ
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا أَعْتَدْنَا لِمَنْ كَفَرَ نِعْمَتَنَا وَخَالَفَ أَمْرَنَا سَلَاسِلَ يُسْتَوْثَقُ بِهَا مِنْهُمْ شَدًّا فِي الْجَحِيمِ. ﴿وَأَغْلَالًا﴾ [الإنسان: ٤] يَقُولُ: وَتُشَدُّ بِالْأَغْلَالِ فِيهَا أَيْدِيهِمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ.
وَقَوْلُهُ: ﴿وَسَعِيرًا﴾ [الإنسان: ٤] يَقُولُ: وَنَارًا تُسَعَّرُ عَلَيْهِمْ فَتَتَوَقَّدُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ [الإنسان: ٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ الَّذِينَ بَرُّوا بِطَاعَتِهِمْ رَبَّهُمْ فِي أَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ، وَهُوَ كُلُّ إِنَاءٍ كَانَ فِيهِ شَرَابٌ. ﴿كَانَ مِزَاجُهَا﴾ [الإنسان: ٥] يَقُولُ: كَانَ مِزَاجُ مَا فِيهَا مِنَ الشَّرَابِ. ﴿كَافُورًا﴾ [الإنسان: ٥] يَعْنِي: فِي طِيبِ رَائِحَتِهَا كَالْكَافُورِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْكَافُورَ اسْمٌ لِعَيْنِ مَاءٍ فِي الْجَنَّةِ؛ فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ، جَعَلَ نَصْبَ الْعَيْنِ عَلَى الرَّدِّ عَلَى الْكَافُورِ، تِبْيَانًا عَنْهُ، وَمَنْ جَعَلَ الْكَافُورَ صِفَةً لِلشَّرَابِ


الصفحة التالية
Icon