حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: " ﴿الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾ [البروج: ١٤] قَالَ الرَّحِيمُ "
وَقَوْلُهُ: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج: ١٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذُو الْعَرْشِ الْكَرِيمُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج: ١٥] يَقُولُ: الْكَرِيمُ " وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿الْمَجِيدُ﴾ [ق: ١] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ رَفْعًا، رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ [البروج: ١٥] عَلَى أَنَّهُ مِنْ صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ خَفْضًا، عَلَى أَنَّهُ مِنْ صِفَةِ الْعَرْشِ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [هود: ١٠٧] يَقُولُ: هُوَ غَفَّارٌ لِذُنُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا تَابَ -[٢٨٥]- وَأَنَابَ مِنْهَا، مُعَاقِبٌ مَنْ أَصَرَّ عَلَيْهَا وَأَقَامَ، لَا يَمْنَعُهُ مَانِعٌ مِنْ فِعْلٍ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ حَائِلٌ، لِأَنَّ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ


الصفحة التالية
Icon