حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِذَا مَاتَ وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: إِذَا تَرَدَّى فِي جَهَنَّمَ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنَ التَّرَدِّي؛ فَأَمَّا إِذَا أُرِيدَ مَعْنَى الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُقَالَ: رُدِّيَ فُلَانٌ، وَقَلَّمَا يُقَالُ: تَرَدَّى
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ عَلَيْنَا لَبَيَانَ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالطَّاعَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل: ١٢] يَقُولُ: عَلَى اللَّهِ الْبَيَانُ، بَيَانُ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ، وَطَاعَتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَتَأَوَّلُهُ بِمَعْنَى: أَنَّهُ مَنْ سَلَكَ الْهُدَى فَعَلَى اللَّهِ سَبِيلُهُ، وَيَقُولُ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ [النحل: ٩] وَيَقُولُ: مَعْنَى ذَلِكَ: مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ الْقَاصِدِ، وَقَالَ: يُقَالُ مَعْنَاهُ: إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَالْإِضْلَالَ، كَمَا قَالَ: ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ [النحل: ٨١] وَهِيَ تَقِي الْحَرَّ -[٤٧٦]- وَالْبَرْدَ