حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ [البقرة: ٢٤٣] الْآيَةَ. مَقَتَهُمُ اللَّهُ عَلَى فِرَارِهِمْ مِنَ الْمَوْتِ، فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ عُقُوبَةً ثُمَّ بَعَثَهُمْ إِلَى بَقِيَّةِ آجَالِهِمْ لِيَسْتَوْفُوهَا، وَلَوْ كَانَتْ آجَالُ الْقَوْمِ جَاءَتْ مَا بَعَثُوا بَعْدَ مَوْتِهِمْ "
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا﴾ [البقرة: ٢٤٣] الْآيَةَ. قَالَ: كَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا وَقَعَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ خَرَجَ أَغْنِيَاؤُهُمْ وَأَشْرَافُهُمْ، وَأَقَامَ فُقَراؤُهُمْ وَسِفْلَتُهُمْ. قَالَ: فَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ عَلَى الْمُقِيمِينَ مِنْهُمْ، وَنَجَا مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ، فَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا: لَوْ أَقَمْنَا كَمَا أَقَامَ هَؤُلَاءِ لَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا وَقَالَ الْمُقِيمُونَ: لَوْ ظَعَنَّا كَمَا ظَعَنَ هَؤُلَاءِ لَنَجَوْنَا كَمَا نَجَوْا فَظَعَنُوا جَمِيعًا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، أَغْنِيَاؤُهُمْ وَأَشْرَافُهُمْ، وَفُقَراؤُهُمْ -[٤٢٣]- وَسِفْلَتُهُمْ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَصَارُوا عِظَامًا تَبْرُقُ. قَالَ: فَجَاءَهُمْ أَهْلُ الْقُرَى فَجَمَعُوهُمْ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، فَمَرَّ بِهِمْ نَبِيُّ، فَقَالَ: يَا رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَحْيَيْتَ هَؤُلَاءِ فَعَمَّرُوا بِلَادَكَ وعَبَدُوكَ قَالَ: أَوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَفْعَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقُلْ كَذَا وَكَذَا فَتَكَلَّمَ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَى الْعِظَامِ، وَإِنَّ الْعَظْمَ لِيَخْرُجَ مِنْ عِنْدِ الْعَظْمِ الَّذِي لَيْسَ مِنْهُ إِلَى الْعَظْمِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ. ثُمَّ تَكَلَّمَ بِمَا أُمِرَ، فَإِذَا الْعِظَامُ تُكْسَى لَحْمًا. ثُمَّ أُمِرَ بِأَمْرٍ فَتَكَلَّمَ بِهِ، فَإِذَا هُمْ قُعُودٌ يُسَبِّحُونَ وَيُكَبِّرُونَ، ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ: ﴿قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٤٤] "