مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٥٢] يَقُولُ: «مَعَ اللَّهِ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٥٢] يَقُولُ: «مَعَ اللَّهِ» وَأَمَّا سَبَبُ اسْتِنْصَارِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنِ اسْتَنْصَرَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ فَإِنَّ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيهِ اخْتِلَافًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ
كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنِي بِهِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ " لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عِيسَى، فَأَمَرَهُ بِالدَّعْوَةِ نَفَتْهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَخْرَجُوهُ، فَخَرَجَ هُوَ وَأُمُّهُ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ، فَنَزَلَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى رَجُلٍ، فَضَافَهُمْ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ، وَكَانَ لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ مَلِكٌ جَبَّارٌ مُعْتَدٍ، فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَوْمًا وَقَدْ وَقَعَ عَلَيْهِ هَمٌّ وَحُزْنٌ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَمَرْيَمُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ مَرْيَمُ لَهَا: مَا شَأْنُ زَوْجِكِ أَرَاهُ حَزِينًا؟ قَالَتْ: لَا تَسْأَلِي، قَالَتْ: أَخْبِرِينِي لَعَلَّ اللَّهَ يُفَرِّجُ كُرْبَتَهُ، قَالَتْ: فَإِنَّ لَنَا مَلِكًا يَجْعَلُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا يَوْمًا يُطْعِمُهُ هُوَ وَجُنُودَهَ، وَيَسْقِيهِمْ مِنَ الْخَمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ عَاقَبَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَتْ نَوْبَتُهُ الْيَوْمَ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ نَصْنَعَ لَهُ فِيهِ، وَلَيْسَ لِذَلِكَ عِنْدَنَا سَعَةٌ، قَالَتْ: فَقُولِي لَهُ: لَا يَهْتَمُّ، فَإِنِّي آمُرُ ابْنِي فَيَدْعُو لَهُ، فَيَكْفِي ذَلِكَ، قَالَتْ مَرْيَمُ لِعِيسَى فِي ذَلِكَ، قَالَ عِيسَى: يَا أُمَّهْ إِنِّي إِنْ فَعَلْتُ كَانَ فِي ذَلِكَ شَرٌّ، قَالَتْ: فَلَا تُبَالِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا وَأَكْرَمَنَا، قَالَ عِيسَى: فَقُولِي لَهُ: إِذَا اقْتَرَبَ ذَلِكَ


الصفحة التالية
Icon