حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ [آل عمران: ١٦١] يَقُولُ: «مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَقْسِمَ لِطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَيَتْرُكَ طَائِفَةً، وَلَكِنْ يَعْدِلُ، وَيَأْخُذُ فِي ذَلِكَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَحْكُمُ فِيهِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ»
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ [آل عمران: ١٦١] قَالَ: «مَا كَانَ لَهُ إِذَا أَصَابَ مَغْنَمًا أَنْ يَقْسِمَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَيَدَعَ بَعْضًا، وَلَكِنْ يَقْسِمُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ» وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْغَيْنِ: إِنَّمَا أَنْزَلَ ذَلِكَ تَعْرِيفًا لِلنَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَكْتُمُ مِنْ وَحْيِ اللَّهِ شَيْئًا
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٦١] «أَيْ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكْتُمَ النَّاسَ مَا بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ إِلَيْهِمْ عَنْ رَهْبَةٍ مِنَ النَّاسِ وَلَا رَغْبَةٍ، وَمَنْ يَعْمَلْ ذَلِكَ يَأْتِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» فَتَأْوِيلُ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ: مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ غَالًّا، بِمَعْنَى: أَنَّهُ -[١٩٨]- لَيْسَ مِنْ أَفْعَالِ الْأَنْبِيَاءِ خِيَانَةُ أُمَمِهِمْ، يُقَالُ مِنْهُ: غَلَّ الرَّجُلُ فَهُوَ يَغُلُّ، إِذَا خَانَ، غُلُولًا، وَيُقَالُ أَيْضًا مِنْهُ: أَغَلَّ الرَّجُلُ فَهُوَ يَغُلُّ إِغْلَالًا، كَمَا قَالَ شُرَيْحٌ: لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِيرِ غَيْرِ الْمُغِلِّ ضَمَانٌ، يَعْنِي غَيْرَ الْخَائِنِ؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: أَغَلَّ الْجَازِرُ: إِذَا سَرَقَ مِنَ اللَّحْمِ شَيْئًا مَعَ الْجِلْدِ. وَبِمَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ جَاءَ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ


الصفحة التالية
Icon