حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ، قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران: ١٨١] قَالَ: " هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ، فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ إِذًا: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا مِنَ الْيَهُودِ: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ إِلَيْنَا وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ عَنْهُ، سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا مِنَ الْإِفْكِ وَالْفِرْيَةِ عَلَى رَبِّهِمْ وَقَتْلَهُمْ أَنْبِيَاءَهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ " وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٨١] فَقَرَأَ ذَلِكَ قُرَّاءُ الْحِجَازِ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْعِرَاقِ: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾ [آل عمران: ١٨١] بِالنُّونِ ﴿وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [آل عمران: ١٨١] بِنَصْبِ الْقَتْلِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ: (سَيُكْتَبُ مَا قَالُوا وَقَتْلُهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) بِالْيَاءِ مِنْ (سَيُكْتَبُ) وَبِضَمِّهَا وَرَفْعِ الْقَتْلِ عَلَى مَذْهَبِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، اعْتِبَارًا بِقِرَاءَةٍ يُذْكَرُ أَنَّهَا مِنْ قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَنَقُولُ ذُوقُوا﴾ [آل عمران: ١٨١]، يُذْكَرُ أَنَّهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «وَيُقَالُ» فَأَغْفَلَ قَارِئُ ذَلِكَ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيمَا قَصَدَ إِلَيْهِ مِنْ تَأْوِيلِ الْقِرَاءَةِ الَّتِي تُنْسَبُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَخَالَفَ الْحُجَّةَ مِنْ قُرَّاءِ الْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِيَ يَنْبَغِي لِمَنْ قَرَأَ