سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَلَا قَتْلَ. قَالَ: فَتُرِكَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. قَالَ: وَخَرَجَ عَلِيٌّ تَائِبًا مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي الْبَحْرِ، فَلَقُوا الرُّومَ، فَقَرَّبُوا سَفِينَتَهُ إِلَى سَفِينَةٍ مِنْ سُفُنِهِمْ، فَاقْتَحَمَ عَلَى الرُّومِ فِي سَفِينَتِهِمْ، فَهُزِمُوا مِنْهُ إِلَى سَفِينَتِهِمُ الْأُخْرَى، فَمَالَتْ بِهِمْ وَبِهِ فَغَرِقُوا جَمِيعًا "
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ فِي رَجُلٍ سَرَقَ سَرِقَةُ فَجَاءَ بِهَا تَائِبًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْخَذَ: فَهَلْ عَلَيْهِ حَدٌّ؟ قَالَ: لَا، ثُمَّ قَالَ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة: ٣٤] الْآيَةُ "
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثني أَبُو صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَا: إِنْ جَاءَ تَائِبًا لَمْ يَقْتَطِعْ مَالًا وَلَمْ يَسْفِكْ دَمًا تُرِكَ، فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة: ٣٤] يَعْنِي بِذَلِكَ: أَنَّهُ لَمْ يَسْفِكْ دَمًا وَلَمْ يَقْتَطِعْ مَالًا " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِالِاسْتِثْنَاءِ فِي ذَلِكَ التَّائِبَ مِنْ حَرْبِهِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالسَّعْيَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا، بَعْدَ لَحَاقِهِ فِي حَرْبِهِ بِدَارِ الْكُفْرِ؛ فَأَمَّا إِذَا كَانَتْ حَرَابَتُهُ وَحَرْبُهُ وَهُوَ مُقِيمٌ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ وَدَاخِلٌ فِي غِمَارِ الْأُمَّةِ، فَلَيْسَتْ تَوْبَتُهُ وَاضِعَةً عَنْهُ شَيْئًا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وَلَا مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُعَاهِدِينَ، بَلْ يُؤْخَذُ بِذَلِكَ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ سَأَلُوا عُرْوَةَ عَمَّنْ تَلَصَّصَ فِي الْإِسْلَامِ فَأَصَابَ -[٣٩٩]- حُدُودًا ثُمَّ جَاءَ تَائِبًا، فَقَالَ: لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ، لَوْ قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمُ اجْتَرَءُوا عَلَيْهِ وَكَانَ فَسَادًا كَبِيرًا، وَلَكِنْ لَوْ فَرَّ إِلَى الْعَدُوِّ ثُمَّ جَاءَ تَائِبًا، لَمْ أَرْ عَلَيْهِ عُقُوبَةً "


الصفحة التالية
Icon