اللغَة: ﴿صَوَّرَكُمْ﴾ التصوير: التخطيط والتشكيل الذي يكون به صورة وهيئة يتميز بها عن غيره ﴿نَبَأُ﴾ النبأ: الخبر الهام ﴿وَبَالَ﴾ الوبال: العقوبة والنكال ﴿زَعَمَ﴾ ظنَّ، والزعمُ هو القول بالظن ومنه قولهم «زعموا مطيةُ الكذب» قال شريح: «لكل شيءٍ كنيةٌ، وكنيةُ الكذب زعموا» ﴿التغابن﴾ الغبنُ ومعناه: النقص يقال: غبنه غبناً إِذا أخذ الشيء منه بدون قيمته، وسمي يوم القيامة يوم التغابن، لأنه يظهر فيه غبن الكافر بتركه الإِيمان، وغبن المؤمن بتقصيره في الإِحسان.
التفسِير: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض﴾ أي ينزه الله تعالى ويمجده جميع ما في السموات والأرض من مخالوقات، تنزيهاً دائماً مستمراً بدون انقطاع، وصيغة المضارع تفيد التجدد والاستمرار ﴿لَهُ الملك وَلَهُ الحمد﴾ أي له جل وعلا المُلك التام والتصرف الكامل في خلقه، وهو المستحق للثناء وحده، لأن جميع النعم منه سبحانه وتعالى، وقدَّم الجار والمجرور فيهما لإِفادة حصر الملك والحمد فيه سبحانه ﴿وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي قادر على كل شيء، يغني ويفقر، ويعز ويذل، وإِذا أراد شيئاً فإِنما يقول له كن فيكون، وهو كالدليل لما تقدم من أنَّ الملك والحمد له سبحانه ﴿هُوَ الذي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ﴾ هذا تفصيلٌ لبعض آثار قدرته أي هو الذي خلقكم أيها الناس بهذا الشكل البديع المحكم، فكان يجب على كل واحدٍ منكم الإِيمان به، لكنْ منكم من كفر بربه، ومنكم من آمن وصدَّق بخالقه قال الطبري: أي منكم كافرٌ بخالقه وأنه هو الذي