تعالى: (إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ) جواب القسم؛ لأَن معنى (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ) أَم أَقسمنا لكم.
٤٠ - ﴿سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠)﴾:
المعنى: سل المشركين يا محمد مُبَكِّتًا لهم: أَيُّهم بذلك الحكم الذي يحكمون به لأَنفسهم منْ أَنَّهُم يعطون في الآخرة أَفضل من المؤمنين - أَيهم كفيل وقائم بتنفيذه وإِمضائه وبالاحتجاج لصحته، كما يقوم الزَّعيم المتكلِّم عن القوم المتكفّل بأُمورهم، فضلا عن أَنه حكم جائر، خارج عن دائرة المعقول، وكأَنَّه بتوجيه الخطاب لرسول الله أَسْقَطَهم مِنْ رُتبة الخطاب إِهمالا لهم.
٤١ - ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١)﴾:
أَي: بل أَلهم أُناس يشاركونهم في هذا القول ويوافقونهم عليه، ويذهبون مذهبهم فيه فليأتوا بشركائِهم إِنْ كانوا صادقين في دعواهم، يعني أَنَّ أَحدًا لا يُسلم لهم هذا ولا يساعدهم عليه، كما أَنهم لا كتاب لهم ينطق به، ولا عهد لهم به عند الله، ولا زعيم لهم يقوم به ويتصدى لإِنفاذه.
قال العلامة الآلوسي: وقد نَبّه - سبحانه وتعالى - في هذه الآيات على نفي جميع ما يمكن أن يَتَعَلَّقُوا به في تحقيق دعواهم، حيث نَبَّه - سبحانه - على نفي الدليل العقلي بقوله سبحانه: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وعلى نفي الدّليل النَّقْلي بقوله سبحانه: (أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) وعلى نفي أَن يكون الله وعدهم بذلك بقوله تعالى: (أَم لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَلِغَةٌ) وعلى نفي التَّقْليد الذي هو أَهْوَن الأَشياء بقوله: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ) الخ أهـ آلوسي.


الصفحة التالية
Icon