٣٢ - (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا):
أَي: بساتين فيها أَنواع من الأَشجار المثمرة، والأَزهار المتفتحة، وأَعنابًا وهي الثمار المعروفة أَو أَشجارها وخصت بالذكر مع اندراجها في البساتين إِشارة لأَهميتها والاعتناء بها.
٣٣ - (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا):
أَي: بنات قد استدارت نهودهن مع ارتفاع يسير، متساويات في العمر مع التماثل في صفات الجمال والكمال، والتمتع بالبنات المتصفات بذلك في الجنة على صورة لا نعلم حقيقتها، وغاية ما يجب أَن نصدق به، وأَنه تمتع فائق اللذة على وفق ما يناسب ذلك العالم الأُخروي.
٣٤ - (وَكَأْسًا دِهَاقًا):
أَي: وكأْسًا من الخمر مملوءَة مترعة. صحح الحاكم عن ابن عباس ما رواه غير واحد أَنه قال: هي الممتلئة المترعة المتتابعة، وأَخرج ابن جرير عن عكرمة أَنه قال: دهاقًا: أَي صافية، وقال القرطبي: المراد بالكأْس الخمر، كأَنه قال: وخمر ذات دهاق: أَي: عُصرت وصُفَّيت.
٣٥ - (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا):
أَي: إن أَسماع أَهل الجنة مصونة عن سماع ما لا يعتد به من الكلام، وهو الذي يُورد ويقال لا عن رَوِيَّة وفكر كما قال الراغب، لأَنه يجري مجرى اللُّغا وهو صوت العصافير ونحوها من الطير، وقد يسمى كل كلام قبيح لغوا، وكذا كل ما لا يعتد به مطلقًا عن روية أَو غيرها، كما أَنها مصونة عن سماع الكذب من القول لأَنها دار السلام وكل ما فيها نقي من الباطل والنقص، وقد تضمنت هذه المذكورات أَنواعًا من اللذات الحسية كما هو واضح.