ومن ابنه نوح -عليه السلام- وفرار هؤُلاءِ ليس من قبيل هذا الفرار؛ لأَنه وقع بغضا لهم وحذار من لقائهم، كما يروي عن ابن عباس.
٣٧ - (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ):
استئناف لبيان سبب الفرار. أَي: لكل ممن ذكروا في الآيات السابقة شغل شاغل، وخطب هائل يكفيه في الاهتمام به، ويصرفه عن غيره، أَخرج الطبراني وابن مردويه والبيقهي والحاكم وصححه عن أُم المؤمنين سودة بنت زمعة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر النَّاس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا (١)، قد أَلجمهم العرق، وبلغ تخوم الآذان، قلت: يا رسول الله واسوأتاه!! ينظر بعضهم إِلى بعض؟ قال: شُغل النَّاس عن ذلك، وتلا: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ.. ) الآية وفي حديث آخر: "ما أَشغل النَّاس عن النظر" وهناك أَحاديث أُخرى تدور حول هذا المعنى فمن أَرادها فليرجع إِلى تفسير ابن كثير وغيره.
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (٤٢)﴾:
المفردات:
(مُسْفِرَةٌ): مشرقة مضيئة.
(غَبَرَةٌ): عليها غبار ودخان.
(تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ): تغشاها ظلمة وسواد.