القرناء" وزاد أحمد بن حنبل: "حتى الذرة من الذرة" ويقول، حجة الإسلام وجماعة: الحديث المروي عن مسلم والترمذي وإن كان صحيحا إلا أنه لم يخرج مخرج التفسير للآية، ويجوز أن يكون كناية عن العدل التام.
٦ - (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ):
أي: ملئت بتفجير بعضها إلى بعض حتى يكون ملحها وعذبها بحرًا واحدًا، من سَجَرَ التنور: إذ ملأهُ بالحطب ليوقده، وقال ابن عباس وغير واحد: يرسل عليها الدَّبُور فتسعرها وتصير نارًا تأَجج لتعذيب أهل النار، وقيل: أحميت بالنار حتى تبخر ماؤُها وظهرت النَّار في مكانها، وقريب من هذا قول الضحاك وقتادة: غاص ماؤها فذهب ولم يبق منه قطر، وقال ابن عطية: يحتمل أن يكون المعنى مُلكت وقيد اضطرابها حتى لا يخرج عن الأرض من الهول، وأنسب المعاني لمقام الوعيد قول ابن عباس وغير واحد.
٧ - (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ):
أي: قرنت كل نفس بشكلها: الصالح منها مع الصالح في الجنة، والطالح مع الطالح في النَّار، أخرج جماعة منهم الحاكم وصححه عن النعمان بن بشير عن عمر - رضي الله عنه- أنه مثل عن ذلك فقال: يقرن الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، ويقرن الرجل السوء مع الرجل السوء في النار، فذلك تزويج، فلذلك تزويج الأَنفس.
وقيل: تقرن نفوس المؤمنين بالحور العين، ونفوس الكافرين بالشياطين، وقيل: تقرن كل نفس بكتابها. وقيل: الأزواج بأزواجهم.
وقيل: بعملها. وأيًّا ما كان فالنفس بمعنى الذات، والتزويج بمعنى الاقتران، ويحصل الاقتران عند البعث.
٨، ٩ - (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ):
كان من عادات بعض العرب الفاشية فيهم. أنه إِذا ولد لأحدهم بنت وأراد أن يستحييها ولا يقتلها أمسكها مهانة لها واستخفافا بها إلى أن تقدر على الرعي، ثم ألبسها جبة من


الصفحة التالية
Icon