٢ - (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ):
(وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا) أَي: واستمعت السماءُ لربها واستجابت له، وأَطاعت أَمره فيما أَمرها الله به من الانشقاق وذلك يوم القيامة (وَحُقَّتْ) أَي: وحق لها أَن تطيع أمره وتنزل على إِرادته وحكمه؛ لأَنه العزيز الذي لا يُمَانع ولا يغالب قد قهر كل شيءٍ وذل له لأَنه القادر الحقيقي.
٣ - (وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ):
قال الضَّحَّاك: مُدّت الأَرض، أَي: بُسطت بِانْدِكَاكِ جبالها وآكامها وتسويتها فصارت قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أَمْتًا.
وقال بعضهم: مُدَّت أَي: زيدت سعة وبسطة، من مده بمعنى أَمده، أَي: زاده.
أَخرج الحاكم بسند جيد عن جابر، عن النبي ﷺ أَنه قال: "تُمد الأَرضُ يومَ القيامةِ مَدَّ الأَديمِ، ثم لا يكونُ لابن آدمَ منها إِلا موضع قدميْه".
٤ - (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ):
(وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا): أَي: ولفظت ما في جوفها ورمت ما في بطنها من كنوز وموتى.
(وَتَخَلَّتْ) أَي: وتكلفت في الخلو أَقصى جهدها حتى لم يبق شيءٌ في بطنها.
وقيل: تخلت مما على ظهرها من جبالها وبحارها وأَحيائها.
٥ - (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ):
أَي: وانقادت الأَرض لربها وأَطاعته ونزلت على حكمه في زيادة سعتها، وإِلقاءِ ما فيها وتَخَلِّيها عنه، وحقيق وجدير بها ذلك!!
وإِذا حدث كل ما تقدم -وذلك يوم القيامة- لقي كل إِنسان جزاءَ عمله.