-عليه الصلاة والسلام- قلت: يا رسول الله: ما الحساب اليسير؟ قال: "أَن ينظَر في كتابه فيتجاوز له عنه".
٩ - (وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا):
المعنى: ويرجع إِلى عشيرته المؤمنين فرحًا مبتهجًا بحاله قائلا: "هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ" (١) وقيل: يرجع إِلى فريق المؤمنين مطلقًا وإِن لم يكونوا عشيرته، إِذ كل المؤمنين أَهل للمؤمن من جهة الاشتراك في الإِيمان.
١٠ - (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ):
أَي: وأَما من أُعطى كتابه بشماله من وراء ظهره -وهو الكافر- قيل: تُغَلُّ يمناه إِلى عنقه، وتجعل شماله وراءَ ظهره، فَيُؤْتَى كتابه بشماله، وروى أَن شماله تدخل في صدره حتى تخرج من وراءِ ظهره فيؤتى كتابه بها، وإِذا كان هذا وهو قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ) واردًا في الكفار، وما قبله وهو قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ) واردًا في المؤمنين المتقين، فلا تعرض هنا للعصاة من المؤمنين، قال الآلوسي: لا بُعْدَ في إِدخال العصاة من المؤمنين في أَهل اليمين لأَنهم يُعْطون كتبهم باليمين بعد الخروج من النار كما اختاره ابن عطية.
وقيل: إِن العصاة المؤمنين يعطون كتبهم بشمالهم، ويختص الكفرة بكونهم يعطون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم. أهـ آلوسي مع التلخيص والتصرف.
ولعل السر في إِعطاء الكفار كتبهم من وراء ظهورهم لأَن من يُعْطُونَهم كتبهم من الملائكة لا يُطيقون مُشَاهدة وجوههم لشدة بشاعتها، أَو لعظم بغضهم إِياهم، أَو لأَنهم نبذوا كتاب الله وراءَ ظهورهم، فأَخذوا كتبهم كذلك على هذه الصورة تحقيرًا لهم وامتهانًا لشأْنهم.
١١، ١٢ - (فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا):
(فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا) أَي: فسوف يدعو الكافر ويطلب ثبورًا ويناديه ويقول: