(فَسَوَّى) أَي: فجعل المخلوقات كلها سواء في الإِحكام والإِتقان.
(وَالَّذِي قَدَّرَ) أَي: جعل الأشياء كلها على مقادير مخصوصة.
(الْمَرْعَى): ما ترعاه الدواب أَخضر غَضًّا.
(فَجَعَلَهُ غُثَاءً) أي: جافًّا يابسًا، وأصل الغشاء: الهالك البالي من ورق الشجر، ومنه غثاء السيل.
(حْوَى): أسود من القدم.
(وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى) أَي: يبتعد عنها ولا ينتفع بها الكافر فكان أَشقى الناس.
(يَصْلَى النَّارَ): يدخلها ويذوق حرها.
التفسير
١ - (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى):
أَي: جعل أَسماءَه - جل شأْنه - منزهة عن كل ما لا يليق بها فلا تطلقها على غيره على وجه يشعر بتشاركهما فيها، كأَن تقول لمن أَعطاك شيئًا: إِنه رزقني على وجه يشعر بالتشارك، ولا تسم بها غيره - تعالى - إِذا كانت متخصصة به كلفظ الجلالة "الله" والرحمن، ولا تذكرها في موضع لا يليق بها، أَو على وجه ينافي التعظيم والإِجلال، وهذا الوجه من التفسير مبني على الظاهر من أَن لفظ (اسم) غير زائد وذهب كثير إِلى أَنه زائد أَي: ذكر تأْكيدًا لضرب من التعظيم على سبيل الكناية.
وعليه فالمعنى: نزه ربك عما لا يليق به من الأَوصاف في ذاته وأَفعاله وأَسمائه، واستدل لهذا الرأْي بما أَخرجه الإِمام أَحمد وأَبو داود، وابن ماجه وغيرهم عن عقبة بن عامر قال: لما نزلت: "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" (١) قال لنا رسول الله ﷺ اجعلوها في ركوعكم، ولما نزلت (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) قال: اجعلوها في سجودكم، ومن المعلوم أَن المجعول