حاضر وباد. وهي اسم من أَسماءِ القيامة.. قال ابن عباس، وقتادة وابن زيد وسفيان -والجمهور، وأَطلق عليها (الغاشية) لأَنها تغشى الناس بشدائدها وتكتنفهم بأَهوالها.
وظاهر كلام قطرب أَن (هل) بمعنى (قد) حيث قال: قد جاءَك حديث القيامة يا محمد.
٢، ٣ - (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ):
هاتان الآيتان وما بعدها إِلى قوله تعالى: (وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) استئناف وقع جوابًا عن الاستفهام التشويقي، كأَنه قيل من جهته صلى الله عليه وسلم: ما أَتاتي حديثها فما هو؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يكن أَتاه -عليه الصلاة والسلام- حديثها، فأَخبر الله رسوله -عليه الصلاة والسلام- عنها فقال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ) أَي: وجوه الكفار -يوم إِذ غشيتهم الغاشية- ذليلة لما اعترى أَصحابها من الخزي والهوان؛ لأَن المراد بخشوعها: ذُلُّهَا، ولم توصف بالذل ابتداءً لما في وصفها بالخشوع من الإِشارة إِلى التهكم، وأَنها لم تخشع في وقت ينفع فيه الخشوع، وإِنما خص الوجوه بذلك، لأَن الحزن والسرور إِذا استحكما في المرءِ أَثَّرَا في وجهه (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) أَي: تعمل في النار عملًا شاقا تتعب فيه، وهو جَرُّ السلاسل والأَغلال، والخوض في النار والصعود والهبوط فيها جزاءَ التكبر عن العمل وطاعة الله تعالى في الدنيا.
وقيل: عملت في الدنيا أَعمال السوءِ، والْتَذَّتْ بها وتنعمت، فهي في نَصَبٍ منها في الآخرة.
وعن زيد بن أَسلم أَنه قال: أَي: عاملة في الدنيا ناصبة فيها؛ لأَنها على غير هدى.
فلا ثمرة لها إِلاَّ النَّصَبُ، وخاتمتها النار.
٤، ٥ (تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ):
أَي: تدخل نارًا قد أُحميت مددًا طويلة، فلا حر يعدل حرها، لأَن أَعمالها في الدنيا كانت خاسرة غلب عليها الشر والضلال. (تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) أَي: من عين ماءٍ بلغت أَناها بوصولها إِلى أَقصى غايتها في الحراراة، قال ابن عباس ومجاهد والحسن والسّدي: قد