المفردات:
(اقْتَحَمَ): الاقتحام؛ الدخول في الشيء بسرعة وشدة من غير روية.
(الْعَقَبَةُ): الطريق الوعر في الجبل، والمراد بها هنا: الأَعمال الصالحة لما في القيام بها من المعاناة والمشقة ومجاهدة النفس.
(فَكُّ رَقَبَةٍ): الفك: تخليص شيءٍ من شيءٍ، والمراد تخليص رقبة العبد بالإِعتاق.
(مَسْغَبَةٍ): مجاعة، قال الراغب: الجوع من التعب.
(مَقْرَبَةٍ): قرابة.
(مَتْرَبَةٍ): افتقار، يقال: ترب: إِذا افتقر، فكأَنه قد لصق بالتراب من الفقر.
التفسير
١١ - (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ):
أَي: فهلا أَنفق ماله الذي يزعم أَنه أَهلكه في المكام والمفاخرة، أَو في عداوة النبي صلي الله عيله وسلم هلاَّ أَنفقه في شكر الله على نعمه العظيمة وآلائه الجليلة؟: لم يفعل ذلك، بل قصر فجحد النعمة وكفر بالنعم، واتبع هوى نفسه، وكان الأُولى به أَن يكون عارفًا الفضل ربه، متعرفًا عليه في الرخاءٍ ليعرفه في الشدة، حاملا نفسه على اقتحام الشدائد والدخول في الصالحات بمسارعة ومسابقة، والقيام بمشاق الأَعمال وأَكثرها تعبًا وعناءً ومجاهدة لنفسه حتى يجتاز العقبة الكئود والحاجز الصعب الذي يحول بين المرءِ ورحمة ربه ورضوانه في الجنة، ولا يجتازه إِلا بقهر النفس ورياضتها على المكاره، وحملها على أَن تكون تابعة لما جاءَ به الله، الجنة قد حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات.
وقيل: هذا دعاءٌ على هذا الكافر أَلاَّ يرزقه الله الخير أَي: فلا نجا ولا سلم من لم ينفق ماله في فك الرقاب وإِطعام الجياع.