وتَعَالى - كُلَّ لَيْلةٍ إِلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، حيِنَ يَبْقَى ثُلثُ اللَّيلِ الْأَخير، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَهُ؟ " (١).
٥ - (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا):
أَي: أَقسم سبحانه بالسماءِ وعظمتها، وبما اشتملت عليه من أَنواع الخلائق البديعة والأَسرار العظيمة، وما فيها من اللوح والكرسي والعرش، وكونها مقرًّا وسكنًا لأَكثر الملائكة الذين لا يعصون الله ما أَمرهم ويفعلون ما يؤمرون وما ضمت من اللطائف العلوية التي لا يدرك كنهها ولا يقف على حقيقتها كثير من الخلق. (وَمَا بَنَاهَا) أَي: وما خلقها ورفعها، أَقسم بذاته العلية ونسب وأَسند بناءَها إِليه -جلت عظمته- إِشعارًا بعظيم هذه المخلوقات الجليلة.
أَو أَن المراد إِبداع صنعها وكمال تركيبها، فقد شد أَجزاءً بعضها إِلى بعض برباط وثيق كما يشد ويربط أَجزاءِ البناءِ الواحد.
٦ - (وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا):
وأَقسم بالأَرض التي عليها يستقر الإِنسان ويسعى في إِعمارها، وما فيها من بديع صنعه -سبحانه- من ماءٍ وزرع وحيوان وطير، وما في جوفها من معادن ومواد لها نفع كبير للإِنسان، وجميع ما يلج ويدخل فيها، وما يخرج منها.
(وَمَا طَحَاهَا) وأَقسم بمن بسطها ومهَّدها وَذلَّلَها وهو الله - جل شأْنه - وذلك لييسر على عباده السير فيها والتقلب في جنباتها والمشي في مناكبها ونواحيها، ابتغاءً للرزق وسعيًا وراءَ الخير والنفع، وقيل: طحوها: وبسطها.
٧ - (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا):
وأَقسم - جل شأْنه - بالنفس، وهي نفس آدم - عليه السلام - أَو كل نفس منفوسة ومخلوقة.