المفردات:
(كَيْدَهُمْ): الكيد: إرادة وقوع ضرّ بغيرك على وجه الخفاءِ، والمراد به: عزمهم على تخريب الكعبة وسعيهم على هدم البيت.
(تَضْلِيلٍ): تضييع وإبطال، وأصل التضليل: مِنْ ضَلَّ عنه: إذا ضاع.
(أَبَابِيلَ) أَي: جماعات متفرقة، جمع إبَّالة، وحكى الفراء إبَالة -بالتخفيف- وهي حزمة الحطب الكبيرة، شبهت بها الجماعات، شبهت بها الجماعات من الطير في تَضَامِّها، وقيل: واحده إبِّيل كسكِّين، وقال أبو عبيدة: لا واحد له من لفظه.
(سِجِّيلٍ): طين مطبوخ متحجر، وقيل: حجارة من جهنم.
(كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ): أي: كَتِبْن أَكلته الدَّوابّ وَرَاثَتْه، أَو كورق زرع أَصابته آفة فأَتلفته.
التفسير
١ - (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ):
(أَلَمْ تَرَ): -استفهام تعجيب- أي: أعجبت كيف فعل ربك بأَصحاب الفيل؟! وهم أَبرهة وقومه.
أي: قد علمت يا محمد عِلْمًا لا يُخالطه شك فِعْل ربك بأَصحاب الفيل، ووقعت القصة عام مولد الرسول، قال السهيلي: ولد الرسول بعدها بخمسين يومًا، وكانت القصة في الحرم، والولادة في شهر ربيع الأَول، وقيل غير ذلك، ولعظم القصة كانوا يؤرخون بها؛ شأْن الأَحداث الكبيرة، والوقائع الخطيرة، فيقولون: ولد فلان، أَو مات قبل الفيل بعام أَو بعده بعامين مثلًا.
وخلاصة قصة الفيل كما رواها الإِمام ابن كثير والزمخشري في الكشاف: أن أَبرهة ملك اليمن من قبل النجاشي بنى كنيسة (بصنعاء) وسماها (القُلَّيس) وأَراد أَن يصرف الحجاج إليها، فخرج رجل من كِنْدَةَ فأَحدث فيها ليلًا، وقيل: أَحَّج فيها نارًا فأَحرقتها،