وإذا كان أَصل الإِنسان من طين، فكل أَولاده - إلى يوم القيامة - يعتبرون مخلوقين من طين أَيضا، باعتبار أَصلهم.
ويجوز أَن يراد من الآية: ما هو مشاهد، من أَن الطين مادة هامة في حياتنا.
فمن الأَغذية التي تكونت من الطين، تحيا الكائنات.
ولتلك الأَغذية دخل كبير في تكوين النطف والبويضات، التي هي أَساس الأَجيال الإِنسانية والحيوانية.
على أَننا لو حللنا مادة الأَجسام البشرية إِلى عناصرها الأولية، لوجدناها من العناصر التي يتكون منها الطين. مثل الكربون والكلسيوم والحديد... إِلخ.
﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ﴾:
أَي ثم قدر حدًّا معينا من الزمان - بَدْءًا ونهاية - لكم في هذه الدنيا، وقضى حدًّا من الزمان، تبعثون فيه: سماه الله عنده وعيَّنه لديه. لا يعلمه سواه.
﴿ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾:
يطلق الامتراءُ على الشك، والجدل، والإِنكار، مع وضوح الأدلة... وكُلٌّ من هذه المعاني، يجوز أن يراد هنا: أَي ثم أَنتم أَيها المشركون - مع وضوح هذه الدلائل - تَشُكُّون في الحق، وتجادلون فيه، وتصلون في جدالكم إِلى حد الإِنكار و ﴿ثُمَّ﴾ الأُولى: للترتيب الزمني. أَما الثانية: فلبيان تراخيهم في الاستجابة للحق وامترائهم فيه.
٣ - ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ... ﴾ الآية.
أَي: وهو الإِلَه المدبر المعبود، في السموات وفي الأَرض.
﴿يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾: