﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: مبدعهما على غير مثال يحتذى من الفَطر وهو: الإِبداع والإِيجاد.
﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾: أي هو الرازق لغيره ولا يرزقه أَحد.
﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ﴾: أَي يبعد عنه العذاب يوم القيامة.
التفسير
١٢ - ﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ... ﴾ الآية.
بَيَّنَ الله عَزَّ وَجَلَّ، في الآيات السابقة، أصول الدين الثلاثة: التوحيد، والبعث، والجزاء.
وبَيَّنَ شبهاتِ الكفار على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، مع ما يدحضها.
كما أَرشد رسولَهُ، إِلى سُنَّته فيمن كَذَّب الرسل، وأَن عاقِبتَهم الخِزْيُ والدمار.
ثم قفّى على ذلك، ببيان أَدلة وجود الله ووحدانيته وشمول ملكه.
والمعنى: قل أَيها الرسول، لقومك، الجاحدين لرسالتك، المعرضين عن دعوتك: لِمَنْ هذا الكون: علويه وسفليه. بما فيه من عجائب وغرائب؟ ﴿قُلْ لِلَّهِ﴾.
وإِنما أَمر اللهُ رسولَه بأَن يتولى الإِجابة عنهم، لأَن هذا الجواب معترف به منهم: لا يسعهم إِنكارُه. فقد كانوا يعترفون بذلك. قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ... ﴾ (١)
فإذا سأَلتهم: لِم تعبدون غيره من أصنام وأَوهام. وأَنتم معترفون بذلك؟ أَجابوا بقولهم:
﴿... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى... ﴾ (٢)
والمقصود من السؤال - كما ذكر صاحب الكشاف - التبكيت والتوبيخ.
﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾:
(٢) الزمر، من الآية: ٣