﴿فَسِيحُوا في الْأَرْضِ﴾: فسيروا فيها أَحرارا.
﴿غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ﴾: أَي غير مفلتين من انتقامه.
﴿مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾: مذلُّهم في الدنيا والآخرة.
﴿وَأَذَانٌ﴾: الأَذان، الإِعلام بأَمر مهم، وشاع إِطلاق الأَذان على النداءِ للصلاة.
﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾: المراد به يوم عيد النحر وقيل، يوم عرفة.
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾: أَي وأَنذرهم بعذابه فإِن التبشير كما يستعمل كثيرًا في الإِخبار بما يسرُّ، يستعمل قليلًا في الإِخبار بما يسوءُ، لغرض الإِهانة والتحقير.
﴿وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ﴾: أَي ولم يعينوا عليكم...
التفسير
١ - ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾:
انفردت سورة التوبة بترك البسملة في أَولها، دون باقى سور القرآن، لأَنها بدئت بالبراءَة من المشركين الناقضين لعهودهم وإِنذارهم، والبسملة فيها رحمة لا تلتقى مع هذا الإِنذار.
روى أَنه لما خرج رسول الله - ﷺ - إِلى تبوك، جعل المشركون ينقضون
العهود التي كانت بينهم وبين رسول اللهِ - ﷺ -، إِلا بعض القبائل، منهم بنو ضَمْرة وبنو كنانة، فأَمره الله بنبذ عهود الناكثين، وأُمهلوا أَربعة أَشهر يسيرون في الأَرض أَحرارًا كيف شاءُوا.
والمعنى: براءَة صادرة من الله أَمرًا، ومن رسوله - ﷺ - تبليغًا إِلى المشركين، الذين خانوا عهودهم ونقضوها.
والمقصود من هذه البراءة، إِنهاء حكم الأَمان الذي تتضمنه هذه العهود بسبب سبق المشركين إِلى نكثها.
٢ - ﴿فَسِيحُوا في الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾: