أَما دخول الكفار الحرم والمسجد الحرام لغير الحج والعمرة فجائز عند الحنفية كسائر المساجد أَما الشافعية فيمنعونهم من المسجد الحرام خاصة، وعند مالك يمنعون من جميع المساجد (١).
والمعنى: يا أَيها الذين آمنوا لا تمكنوا المشركين من أَداءِ مناسك الحج والعمرة بعد عامهم هذا، حتى لا يحج البيت إِلا من يوحد الله ويمجده وحده دون سواه.
ولما كان هذا المنع سيترتب عليه حرمانهم من الأَرزاق التي تأْتى مع هؤلاءِ المشركين، طمأَنهم الله وبشرهم بالغنى من فضله فقال سبحانه وتعالى:
﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾:
أَي وإِن خفتم فقرا بسبب انقطاع المشركين عن الحج والعمرة، وفقدان ما كانوا يجلبونه من الأَرزاق والمكاسب، فاطمئنوا فسوف يغنيكم الله من فضله بوجوه أُخرى - إِن شاءَ - إِن الله محيط العلم، بليغ الحكمة، فلهذا شرع لكم ما شرع ودبر لكم من الأَرزاق، أَوسع مما فاتكم.
ولقد بَرَّ الله تعالى بوعده، فأَرسل السماءَ عليهم مدرار، ووفق أَهل تبالة وجرش فأَسلموا وجاءُوهم بالأَرزاق والنعم وكانت أَرضهم مخصبة، ثم فتح الله عليهم البلاد والغنائم، وتوجه إِليهم الناس من أَطراف الأَرض قاصيها ودانيها.