الله عليها، ويظن بقاءَها ويتفاخر بها على عباد الله، جاءت هذه الآية لتبين صنفا من الناس ليسوا على شاكلة هؤلاءِ وأُولئك، وهم الذين يصبرون عند نزول المحن والشدائد استسلامًا لقضاءِ الله ويضبطون أنفسهم عند امتحانها بالغنى فلا يفرجون ولا يغترون. شكرًا لنعم الله عند السراءِ، وامتثالا لأَمر الله تعالى وتقربًا إليه في حال النعماءِ.
والمعنى: لكن الذين صبروا على الابتلاء، وعملوا الصالحات في الضراء والسراء.
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾: أَي أُولئك الموصوفون بهذه الصفات الحميدة المخالفة لصفات من قبلهم، لهم مغفرة من الله تعالى يستر بها ذنوبهم، وأَجر كبير في الآخرة لصبرهم في الشدة وشكرهم في الرخاء، ولأنهم ردوا ما ينالهم من خير إلى فضل الله، وما يقع عليهم من ضر إِلى قدر الله تعالى الموافق للحكمة والصواب.
﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
المفردات:
﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ﴾: لعلك راغب في عدم إِسماعم بعض ما يوحى إِلِيك من دلائل نبوتك كراهة معارضتهم لك، وترويضًا لنفوسهم.
﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ﴾: أي هلا أعطى الله محمدًا مالًا ينفقه. ﴿وَكِيلٌ﴾: حفيظ مطلع يحفظ أَحوالك وأَحوالهم. ﴿افْتَرَاهُ﴾: اختلقه. ﴿يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾: يجيبوكم. ﴿مُسْلِمُونَ﴾: منقادون لله.


الصفحة التالية
Icon