﴿وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾: أي لا تعرفون أقدار هؤلاء المؤمنين حين حكمتم بأنهم أراذل، ولن أكون مثلكم في الخطأ وسوء التقدير.
ويجوز أن يكون المعنى: أراكم قوما بكم جهالة وحمق، دفعكم إلى التعالى على هؤلاء المؤمنين والسخرية بهم، والازدراءِ والامتهان لهم.
٣٠ - ﴿وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾:
ويقول لهم مرة أخرى: ويا قوم من يمنعنى من انتقام الله إن طردت هؤلاء الفقراء الذين جعلتموهم أرذلكم، وهم على ما هم عليه من الايمان والاستقامة، أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل والحمق، فلا تتذكرون ولا تتدبرون أن قيمة الناس عند الله ليست في مظاهرهم وثرائهم، بل في صفاء نفوسهم وطواعيتهم للحق، واستقامتهم على جادة الصدق، فكيف أطردهم وهم على النهج المستقيم؟
﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾
المفردات:
﴿خَزَائِنُ﴾: جمع خزانة بكسر الخاءِ وهى موضع المال أَو المتاع والمقصود بخزائن الله ما عنده من خير جزيل.
﴿الْغَيْبَ﴾: المراد من الغيب ما غاب وخفى عن الإنسان من العوالم المجهولة، أو أحداث المستقبل. ﴿تَزْدَرِي﴾: تحتقر.


الصفحة التالية
Icon