﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧)﴾
المفردات:
﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ﴾ أي تسابقا إليه، كل يريد أن يصل إِليه قبل الآخر: هي لتمنعه من الخروج وهو ليهرب منها.
﴿وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ﴾: أَي قطعت قميصه من خلفه، والقد: القطع. وأكثر ما يستعمل في القطع الطولى. أما القط فيستعمل في القطع العرضي... قاله القرطبى وغيره.
﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾: ووجدا زوجها - عزيز مصر - عن الباب الذي تسابقا إِليه، وهو الباب الأخير الذي يؤدي إلى خارج ما غلقت أبوابه.
التفسير
٢٥ - ﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ... ﴾:
حكت الآيتان السابقتان الحب الشديد الذي أخرج امراة العزيز عن الوقار، وأَذلَّها حتَّى هبطت إلى أن تراود يوسف ربيب نعمتها عن نفسه، وتحكم إغلاق جميع الأَبواب حتى تستحكم خلوتها به، ولا ينغص عليها في مخالطتها له منغص، ودعته برفق إلى قضاء لبانتها من مخالطته إياها، وأنه أبي عليها هذه الجريمة التي تختان بها زوجها، وتحمله على أَن يشاركها في هذه الخيانة مع أَنه أحسن إيواءه وتربيته، كما حكت أنه عليه السلام،


الصفحة التالية
Icon