{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (٢٧) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩))
المفردات:
(مَنْ أَنَابَ): من رجع إِلى الحق. (تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ): تستقر وتستريح وتستأْنس. (طُوبَى لَهُمْ): قال الزجاج؛ طوبى فُعْلىَ من الطيب، وهي الحالة المستطابةُ لهم. وقال ابن عباس: فرحٌ لهم وَقُرَّةُ عين. وقال قتاده: حسنى لهم، إِلى غير ذلك من المعانى التي ترجع إِلى ما ذكره الزجاج، وقيل: هي اسم للجنة، أَو لشجرة فيها. (وَحُسْنُ مآبٍ): وحسن مرجع.
التفسير
٢٧ - (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ... ) الآية.
لا يزال الحديث مُتَّصلا في شأْن أَهل مكة، وذكرهم بعنوان الكفر لذمهم وتقبيح حالهم، وبيان أَنه السبب في مقالتهم الآتية، والمراد بهم عبد الله بن أَبي أُمَيَّة وأَصحابه حين طالبوا النبي ﷺ بالآيات الكونية.
والمعنى: ويقول الذين كفروا من أهل مكة: هلا أُنزل على محمد آية من ربه كالتى اقترحوها عليه من سقوط السماءِ كِسَفًا عليهم، وتحويل الصحراء إِلى بساتين كأَرض الشام وإِحياءَ جدهم قصى، وغير ذلك بما يتنافى مع الحكمة ولا يناسب عصر رسالة القرآن.
وهؤلاءِ المقترحون لم يشعروا بأَن القرآن الذي يتلى عليهم هو آية الآيات، وأَبقى المعجزات فما من آية جاءَ بها رسول قبله إِلا أَصبحت خبرا ولم تترك أَثرا، وهي لذلك مجال