٢ - (اللهِ (١) الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ): أَي هذا الكتاب أَنزلناه لتخرج الناس إِلى صراط العزيز الحميد، الله الذي له ما في الكون ملكًا وإِبداعًا وتصرفًا، فهو سبحانه يتصرف فيه وحده حسب ما تقتضيه حكمته الأَزلية.
وقرأَ نافع وابن عامر: (اللهُ الذِى لَهُ مَا فيِ السَّمواتِ... ) برفع لفظ الجلالة، على الاستئناف.
(وَوَيْلٌ لِلكَافِرِينَ مِنْ عذَابٍ شَدِيدٍ): هذا وعيد لمن كفر بالقرآن وخالف من أَنزله، وكفر بمن أنزل عليه، أَي وهلاك يوم القيامة ناشئ من عذاب شديد لمن كذبك ولم يستجب دعوتك بإِخلاص التوحيد للفرد الصمد، القوى المنتقم الجبار.. وقد وصف الله الكافرين بصفات ثلاث -الأُولى في قوله:
٣ - (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الْآخِرَةِ): أَي ويل للكافرين الذين يختارون الحياة الدنيا وما فيها من شهواتَ مهلكات، ويؤثرونها على الآخرة، وما فيها من نعيم مقيم.
- والصفة الثانية في قوله سبحانه:
(وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ): أَي ويصرفون الناس عن الإِيمان باللهِ واتباع ما جاءَ به رسوله محمد بن عبد الله، وذلك لما ران على قلوبهم من الكفر والعصيان، والبعد عَمَّا يقرب من الرحيم الرحمن.
- والصفة الثالثة في قوله تعالى:
(وَيَبْغونَهَا عِوَجًا): أَي يطلبون لها الميل والزيغ لتتفق مع أَهوائهم وشهواتهم التي هي، أَبعد ما تكون عن صراط الله المستقيم، وبعد أَن وصفهم بهذه الصفات، قضى بضلالهم فقال:
(أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ): أي أولئك الموصوفون بإِيثارهم الدنيا وزهرتها، وصدهم عن الدين، وابتغائهم له الزيغ والعوج، أولئك في ضلال بعيد عن الحق لا يرجى لهم والحالة هذه هداية ولا رشاد.