أن الملائكة بناتُ الله، ويضيق بإنجاب البنات، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيبقيهن مع احتمال الذل والهوان أم يدفنهن أحياءً في التراب - ولو يؤاخذ الله الناس بذنوبهم لأزال كل ما يدب على سطح الأرض من الكائنات الحية ولكنه يؤخرهم إلى أجل محدود لا يتجاوزونه بأى حال.
٧ - وبينت السورة أنه تعالى أرسل الرسل إلى الأمم السابقة فكذبوهم فأصابهم ما يستحقونه من العذاب، وأنه تعالى أنزل على رسوله الكتاب إِرشادًا وتوضيحًا وهدى ورحمة، وكما أنزل الله الهداية الروحية لإحياء النفوس أنزل سبحانه الماءَ لإحياء الأرض بعد موتها، وسخر سبحانه الأنعام لتمنحهم من بطونها اللبن السائغ العذب، وأنبت لهم من الأرض ثمرات النخيل والأعناب يتخذون من ثمراتها شرابا حلوا وأكلًا شهيًّا، وسخر النحل وهداها لتتخذ من الجبال ومن الشجر والعرائش بيوتا لها ولتتناول من الثمار غذاءً تحيله إلى عسل شهيٍّ فيه غذاء وشفاء.
٨ - وبينت أن الله خلقنا ثم قدر علينا الموت، وقد يمهل بعضنا حتى يبلغ أرذل العُمُر فلا يعلم شيئًا؛ والله اختبرنا بتفضيل بعضنا على بعض فى الرزق، وخلق لنا أزواجًا من جنسنا حتى نأْنس بِهِنّ ونَسْكُن إليهن، ومنحنا منهُنَّ أبناءً وحفدة ورزقنا من طيبات الحياة فكيف نقابل إحسانه بالكفر، ونؤْمن بالباطل والضلال ونعبد مِنْ دونه من لا يملك أن يرزقنا ولا يستطيع الرزق إن أراد.
٩ - وأنه لا يستوى العجزة والقادرون ولا الأغبياءُ والأذكياءُ؛ وللجميع نهاية يوم القيامة الذى يباغت به الجميع مباغتة تقع كطرفة العين؛ ومن آيات الله التى ينبغي مراعاتها وشكرها أنه سبحانه أخرجنا من بطون أُمهاتنا. ونحن لا نعلم شيئًا، ثم منحنا نعمة السمع والبصر والعقل المفكر لكي نعبده ونشكره حق شكره، وأتاح لنا رؤية الطير المحلِّقة فى أجواز الهواء ضد الجاذبية الأرضية، وما يحفظها في تحليقها إلا الله الحكيم القدير العليم.
١٠ - ومن نعم الله العديدة علينا أنه هدانا لاتخاذ البيوت المستقرة، كما هدانا لأن نتخذ البيوت المتنقلة من الخيام المصنوعة من جلود الأنعام. وهيَّأ لنا أن نتخذ من أصوافها


الصفحة التالية
Icon