٥٤ - ﴿كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى﴾:
أَي كلوا ما يصلح منها لأَكلكم، وأَطعموا أَنعامكم في المسارح والمراعى ما لا يصلح منها لكم، إن فيما ذكر من النعم لبراهين عظيمة، لأصحاب العقول السديدة، التي ينهون بها النفس عن الغواية، ويبعدونها عن القبائح، منها يستدلون على وجود الخالق العظيم، والمدبر الحكيم، والبرّ الرحيم.
﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (٥٦) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (٥٨) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (٦٠) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾
المفردات:
﴿وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾: أي ومن الأرض نخرجكم مرة ثانية حين البعث والحساب، والتَّارة كل فعلة متجددة. ﴿أَبَى﴾: امتنع عن الإيمان وكرهه، يقال أَباه إباءً وإباءَة بكسر همزتها الأُولى كرهه. ﴿مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ﴾: أَي وعدًا أَو زمانًا موعودًا نلتزم به.
﴿مَكَانًا سُوًى﴾: بضم السين وكسرها أَي مكانًا منتصفًا تستوى مسافته بيننا وبينك، أو مستويًا ليس به ارتفاع أَو انخفاض. ﴿يَوْمُ الزِّينَةِ﴾: هو يوم عيد لهم يجتمعون فيه مع البهجة والزينة. ﴿وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾: الضحى يؤَنث ويذكر، ووقته حين ارتفاع الشمس بدون إِبعاد في الارتفاع.