المفردات:
﴿مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ﴾: الأَساور جمع أَسْوِرة كأَسْلحة، وواحد أَسْوِرة سُوار - بكسر السين وضمها - كسلاح وغراب، وهو ما يلبس في اليد ﴿وَلُؤْلُؤًا﴾: وهو ما يستخرج من البحر من جوف الصدف. ﴿إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾: إلى طريق الله المحمود. وهو الدين الحق.
التفسير
٢٤ - ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.. ﴾ الآية.
لما أَخبر - سبحانه - عن حال الفريق الأَول فريق الكفار وما هم فيه من العذاب والنكال؛ عقَّبه بذكر حال الفريق المقابل وهو فريق المؤمنين ببيان ما هم فيه من نعيم مقيم.
والمعنى: أَن الله تعالى يكافىءُ المؤمنين على إِيمانهم مكافأَة كريمة، فيدخلهم جنات تجرى الأَنهار في أَرجائها وتنساب في جوانبها، وتحت أَشجارها، وبين قصورها. ليصفو جوها ويَرقّ هواؤُها، وتطيب الإِقامة فيها، واستكمالًا لنعيمهم ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ﴾: أَي تلبسهم الملائكة في الجنة بأَمر ربهم أَساور متخذة ومصنوعة مِنْ ذهب، ويمنحون لؤلؤًا يحلَّون به، وقال القشيرى: المراد: ترصيع السوار باللؤْلؤ.
ولا يبعد أن يكون في الجنة سوار من لؤْلؤٍ مصْمَت بمعنى أَنه لا يخالطه شىءٌ، ثم يضعون كل ذلك في أيديهم (١)، كما في صحيح مسلم من حديث أَبي هريرة قال: سمعت حبيب الله - ﷺ - يقول: "تبلغ الحلية من المسلم حيث يبلغ الوضوءُ" ﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾: أَي: أَن جميع ما يلبسونه يكون من حرير سُنْدسِه وإستبرقه. كما قال تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ (٢). وذلك في مقابلة ثياب الكافرين التي قطعت لهم من نار

(١) تطلق اليد على المعصم، كما تطلق على الكف وعلى الذراع كلها.
(٢) سورة الإنسان، من الآية: ٢١


الصفحة التالية
Icon