٢٢ - ﴿وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾:
الضمير في ﴿عَلَيْهَا﴾ يرجع إِلى الأنعام، ونسبة الحمل فيها إلى جميعها - مع أن التي تحمل هي الإبل - بنسبة ما لبعضها إلى كلها مجازًا (١). وقرْن الإبل بالفلك في الحمل عليها لأَنها سفن البر كما أَن الفلك سفن البحر، وفي ذلك ما فيه من المبالغة في تحملها، وفي هذا المعنى يقول الشاعر ذو الرمة وصف ناقته:
سفينة بَرٍّ تحْت خدِّي زمَامُها
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (٢٦)﴾)
المفردات:
﴿يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾: يريد أن يتعالى عليكم ويَفْضُلَكُمْ بادعاءِ الرسالة.
﴿بِهِ جِنَّةٌ﴾: به جنون، أو جنّ يخيلون له فيقول ما يقول. ﴿فَتَرَبَّصُوا﴾: فانتظروا.
التفسير
٢٣ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾.