٣٤ - ﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ (١):
ونقسم لئن أطعتم بشرًا مماثلًا لكم في بشريتكم، واتبعتموه فما يدعوكم إليه، إنكم حينئذ لخاسرون باتباعه، ثم استأنفوا مقرِّرين ما زعموه فقالوا مستنكرين مستبعدين:
٣٥ - ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ (٢) مُخْرَجُونَ﴾:
أيعدكم هذا الذي يدعى الرسالة وهو من البشر - أيعدكم - أَنكم إذا هلكتم، وتحولت أجسادكم إلى تراب وعظام نخرة، أنكم مخرجون من قبوركم أحياءً كما كنتم في دنياكم.
﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨)﴾
المفردات:
﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ﴾: هيهات؛ اسم فعل ماض بمعنى بَعُدَ، واقع موقعه، والتكرار للتأكيد، ولا تقع غالبًا إلا مكررة، وفاعلها ضمير، أَي: بَعُدَ التصديق، أو الوقوع.
﴿لِمَا تُوعَدُونَ﴾: اللام لبيان ما استبعدوه وهو البعث الذي وعدهم به رسولهم.
﴿إِنْ هِيَ﴾: أَي ما هي، فـ (إنْ) هنا للنفى.
﴿نَمُوتُ وَنَحْيَا﴾: أي يموت بعضنا، ويولد بعض آخر.
﴿افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾: اختلق على الله كذبًا بادعائه النبوة.

(١) جملة "إنكم إذا لخاسرون" جواب القسم، استغنى به عن جواب الشرط، يقول ابن مالك:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم
والمتأخر هنا هو الشرط.
(٢) تأكيد لأنكم الأول لطول الفصل بينه وبين خبره، هو قوله "مخرجون".


الصفحة التالية
Icon