﴿سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور﴾.
وتحدثت عن تسبيح كل من في السموات والأَرض لله، وأَنه تعالى يعلم صلاتهم وتسبيحهم، وعن قدرته سبحانه وتعالى على أَن ينشىءَ السحاب ويزجيه ثم يجعله ركامًا بعضه فوق بعض، وأَن المطر يخرج من خلاله، وأَن السحاب على هيئة جبال، قاعدتها إلى أَسفل وقمتها إِلى أَعلى، وأَنه تعالى ينزل منه بَرَدًا - أَي ثلْجًا - كما يُنْزِل منه المطرَ وأَن ضوء برق السحاب يكاد يخطف الأبصار بسرعته، وأَنه تعالى خلق كل دابة تدب على الأَرض - خلقها - من ماءٍ خاص بتلك الدابة، وجعل هذه الدواب أَنواعًا تبعًا لاختلاف مائها وأَصلها: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ﴾ وأَنه تعالى يخلق ما يشاءُ وهو على كل شىء قدير، ثم ذكرت أَحوال المنافقين ورياءَهم، وميلهم إِلى تحكيم رؤساء اليهود في خلافهم مع بعض اليهود، بغير حق ليجاملوهم بالقضاءِ لصالح ضد مواطنيهم، لتركهم تحكيم رسولهم، وإذا كان لهم الحق جاءُوا إِلى الرسول مذعنين، فهم ليسوا طلاب حق، بل هم ظالمون.
ووصَفتْ سورة أُخرى من ريائهم، وهي أَنهم كانوا يُقسِمُون أَن الرسول لو دعاهم إِلى الجهاد معه لخرجوا، فكذبهم الله وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ وأَمرهم أَن يطيعوا الله ورسوله بإِخلاص حتى يهتدوا، وبين لهم أَنه ما على الرسول إلَّا البلاغ، وقد فعل.
ثم تحدثت عن وعد كريم من الله للمؤمنين الصالحين، وهو أَنه سيستخلفهم في الأَرض، ويمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ويبدلهم من بعد خوفهم أَمنًا، ما داموا قائمين بطاعته.
ثم ذكرت الأَوقات التي يتحتم فيها الاستئذان من العبيد والإِماءِ والمميزين الذين لم يبلغوا الحلمَ من الأَحرار، وأَول هذه الأَوقات: ما قبل الفجر، وثانيها: نصف النهار حيث القيلولة والراحة بعد صلاة الظهر، وثالثها: بعد صلاة العشاء، أمَّا ما عداها من الأَوقات فيباح لهم عدم الاستئذان فيها للحاجة إليهم في قضاءِ المصالح، وعدم وجود عورات يخشى منها في غير هذه الأَو


الصفحة التالية
Icon