طرحناهم في النار على الترتيب، فنقدم أولاهم بالعذاب فأولاهم، قال ابن مسعود في تفسير الآية: يحبس الأول على الآخر، حتى إذا تكاملت العدة أَتاهم جميعًا ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرمًا: اهـ
وذلك قوله تعالى:
٧٠ - ﴿ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا﴾:
ثم لنحن نعلم أَكمل العلم، ونعرف أوسع المعرفة من هو أشد استحقاقًا للاحتراق بنار جهنم منهم، ولقد سجلنا عليهم جميع أعمالهم في كتاب: ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾ (١) لتكون حجة عليهم.
﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣)﴾
المفردات:
﴿وَارِدُهَا﴾: داخلها أَو مار عليها.
﴿حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾: قضاءً نافذًا مبرمًا.
﴿جِثِيًّا﴾: جمع جاث وهو الجالس على ركبتيه.
﴿مَقَامًا﴾: المراد بالمقام الإقامة أَو موضعها.

(١) سورة الكهف، الآية: ٤٩


الصفحة التالية
Icon