٨٢ - ﴿كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾:
كلا: كلمة زجر وردع لهم عما توهموه من كونها عزا لهم، وقد أتبعه ببيان أن هذه المعبودات مصدر عداءٍ وتكذيب لهم فيما ادعوه من أُلوهيتهم، وسبب عذاب ونقمة عليهم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ (١).
ويجوز أن يكون الضمير المرفوع في قوله تعالى: ﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ عائدا على المشركين، أَي أَن المشركين بعد البعث سيدركون أَنهم كانوا على ضلال فيكفرون بعبادة آلهتهم حيث لا يجديهم ذلك نفعًا.
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٨٧)﴾
المفردات:
﴿تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾: تدفعهم دفعا. ﴿وَفْدًا﴾: جماعة.
﴿وِرْدًا﴾: قوما عطاشًا واردين على جهنم، كالبهائم تساق إلي موارد الماء.
التفسير
٨٣ - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾:
ألم تعلم يا محمد أَنا سخرنا الشياطين على الكفار تدفعهم إِلى الكفر دفعا شديدا ابتلاءً منا لهم، فلم يقاوموا هؤلاء الشياطين بل استجابوا لإغرائهم وتحريضهم وانساقوا معهم

(١) سورة الأحقاف، الآية: ٦


الصفحة التالية
Icon