﴿كَذَلِكَ﴾ (١): الإشارة إلى مصدر الفعل، أي: أخرجناهم إخراجًا مثل هذا الإخراج العجيب، أو إلى مقام كريم مثل ذلك المقام الكريم.
﴿مُشْرِقِينَ﴾: داخلين في وقت شروق الشمس.
﴿تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾: تقاربا بحيث يرى كل واحد منهما الآخر.
﴿لَمُدْرَكُونَ﴾: لملحقون. ﴿كَلَّا﴾: كلمة ردع لهم.
التفسير
٥٧ - ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾:
أي: فأخرجنا فرعون ومن معه من بساتين غناء ورياض فيحاء فيها عيون الماء الجارية.
٥٨ - ﴿وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾:
أي: وأخرجناهم أيضا من كنوز خزنوها وادخروها، ومن مساكن طيبة وأماكن شريفة كانوا يقيمون بها منعمين بجمالها وحسن رونقها وبهائها وجميل مرافقها - أخرجناهم من هذه النعم - لأنهم لم يشكروها بالإيمان واتباع الرسول بل كفروا وحاربوا الحق، وناصبوا الرسل ومن معهم من المؤمنين العداء، وحاولوا إهلاكهم والقضاء على دعوتهم فحرمهم الله من نعمه وسلبها منهم؛ لأن المعاصي تزيل النعم.
٥٩ - ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾:
﴿كَذَلِكَ﴾: أي أخرجناهم مثل هذا الإخراج العجيب الذي وصفناه ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ قال صاحب المنار عند تفسيره لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ (٢).
تعدد في القرآن التعبير عن استخلاف الله قوما في أرض قوم بالإيراث على سبيل المجاز.

(١) (كذلك) قال الزمخشري: يحتمل ثلاثة: (أ) النصب على: أخرجناهم إخراجا مثل ذلك الإخراج الذي وصفناه.
(ب) الجر على أنه وصف لمقام - أي: مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم.
(جـ) الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر كذلك.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٣٧


الصفحة التالية
Icon