﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠)﴾:
قص الله - سبحانه وتعالى - فيما تقدم قصة موسى، وقصة إبراهيم - عليهما السلام - في هذه الآيات إخبار من الله - عز وجل - عن قصة عبده ورسوله نوح - عليه السلام - إلي أهل الأرض بعد أن عبدوا الأصنام، وتكذيبهم لرسالته وعقابهم بالطوفان على هذا التكذيب.
والحكمة في ذكر هذه القصص:
(١) تسلية النبي - ﷺ - الذي كانت شفقته على قومه سببا في جهده وألمه بسبب كفرهم.
(٢) تخويف قومه بما وقع على الأمم السابقة من عذاب بسبب كفرهم وعصيانهم لأنبيائهم.
التفسير
١٠٥ - ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾:
قال صاحب المختار: القوم: الرجال دون النساء.
وقال زهير:

وما أدرى ولست إخال أدرى أقَوْمٌ آل حصن أم نساء
وقال تعالى: ﴿لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ﴾ (١) ثم قال ﴿وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ﴾ وربما دخل فيه النساء على سبيل التَّبَع كما هنا؛ لأن قوم كل نبى رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤنث لأن أسماء المجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل الرهط والنفر والقوم، قال تعالى: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾ (٢) وقال هنا: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ﴾ ا. هـ: من مختار الصحاح.
(١) سورة الحجرات، من الآية: ١١
(٢) سورة الأنعام، من الآية: ٦٥


الصفحة التالية
Icon