١٣١ - ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾:
فخافوا الله واتركوا هذه الأفعال، وأطيعوني فيما أدعوكم إليه؛ فإنه أنفع لكم.
١٣٢ - ١٣٤ - ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾:
أي: واحذروا غضب الله الذي بسط لكم يد إنعامه، بالذى تعلمونه من أنواع النعماء وأصناف الآلاء، أمدكم بالإبل والبقر والغنم، وأمدكم بالبنين لتكثروا بهم، وليعاونوكم في حفظ أنعامكم وتنميتها، وليحملوا عنكم بعض أعبائكم، وأمدكم ببساتين مثمرات، وعيون بالماء جاريات.
قال الزمخشرى: بالغ في تنبيههم على نعم الله، حيث أجملها ثم فصلها مستشهدا بعلمهم، وبذلك أيقظهم من سِنَة غفلتهم عنها، ونبههم إلى أنه تعالى كما قدر أن يتفضل عليهم بهذه النعم، فهو قادر على الثواب والعقاب، فعليهم أن يتقوه. انتهى بتصرف.
١٣٥ - ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾:
إني أخاف عليكم إن لم تقوموا بشكر هذه النعم عذاب يوم عظيم في الدنيا والآخرة، فإن كفران النعم موجب للعقاب بإزالتها أو تقليلها، كما أن شكرها سبب في زيادتها، قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (١).
وهكذا دعاهم نبيهم إلى الله بالترغيب والترهيب، وبين لهم أنه كما قدر على أن يعطيهم هذه النعم متفضلا، فهو قادر على سلبها عادلا، وأنه بذلك تعرف قدرته على ثوابهم إن أحسنوا وعقابهم إن أساءوا، ولم ينفعهم وعظه وتذكيره كما حكاه بقوله:
١٣٦ - ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ﴾:
قالوا استخفافًا وعدم مبالاة بما يقول: سواءٌ لدينا أبالغت في وعظنا وتذكيرنا أم لم تكن من الواعظين، فإنا لن نرعوى عما نحن عليه.