عليه أن فضل الله - تعالى - لا يقف عند الجزاء بالمثل، بل فضله أعظم، ورحمته أوسع وأشمل، فهي تشير إلى أن الله - تعالى - يسقط عذاب الكافرين بإسلامهم، ويتجاوز عن عقاب العصاة لفعل الطاعات، ثم تتجلى وحمة الله وواسع فضله بقوله - تعالى:
﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾:
أي: لنثيبنهم أحسن ثواب أعمالهم، فنجازى على الحسنة بعشر أمثالها وأكثر. ولا نقف على الجزاء الحسن فنثيب على الحسنة حسنة فقط.
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
المفردات:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ﴾: أمرناه، و (وصَّى) يجرى مجرى الأمر معْنًى، فكأنه قيل: وأمرنا الإنسان، ويستعمل فيما كان في المأمور به نفع عائد على المأمور غيره.
﴿جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي﴾: بَالَغَا في حملك على الشرك.
﴿مَرْجِعُكُمْ﴾: عودتكم بالموت.
﴿أُنَبِّئُكُمْ﴾: أُخبركم.
التفسير
٨ - ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾:
جاءَت هذه الآية في معرض الحديث عن الإيمان وعمل الصالحات تُوجِّه إلى منهل من


الصفحة التالية
Icon