٢٧ - ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾:
توسطت هذه الآية الآيات التي تتحدث عن قدرة الله وتعدد آثارها، للإيذان بأن من له هذا الكون العريض لا يصعب عليه خلقُنا ولا بعثنا، فقد ورد أنها نزلت في أُبي بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج بن السباق، قالوا للنبي - ﷺ -: إن الله - تعالى - قد خلقنا أطوارا: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظامًا، ثم تقول: إنا نبعث جميعًا خلقا جديدا في ساعة واحدة؟.
والمعنى: ما خلقكم ابتداء ولا بعثكم بعد الموت يوم القيامة إلا كخلق نفس واحدة وبعثها في السهولة واليسر والتأتي بالنسبة إليه - عَزَّ وَجَلَّ - لأنه لا يشغله شأن عن شأن، ومناط وجود الكل تعلق إرادته - تعالى - وقوله للشيء: كن فيكون ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾: أي: إن الله - تعالى - عظيم السمع والبصر يسمع ويبصر جميع مخلوقاته لا يشغله بعضها عن بعض.
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣١) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢)﴾


الصفحة التالية
Icon