المفردات:
﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾: يدخل كل واحد منهما في الآخر فيتفاوت بذلك حالهما طولا وقصرًا.
﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾: سيرهما، وذللهما طلوعًا وأُفُولًا.
﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ قيل: هو يوم القيامة. وقيل: منتهى دورتهما.
﴿الْفُلْكَ﴾: السفينة، ويطلق على الواحد والجمع.
﴿صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾: كثير الصبر على البلاء والشكر على النعماء.
﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ﴾: غطَّاهم وأحاط بهم.
﴿كَالظُّلَلِ﴾ الظُّلل: جمع ظلَّة، وهو ما يستظل به من جبل وسحاب وغيرهما.
﴿مُقْتَصِدٌ﴾: مقيم على القصد السوى من التوحيد.
﴿يَجْحَدُ﴾: ينكر ويكفر.
﴿خَتَّارٍ﴾: شديد الغدر.
﴿كَفُورٍ﴾: مبالغ في الكفر.
التفسير
٢٩ - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى... ﴾ الآية:
هذه الآية شروع في تفصيل بعض آثار القدرة المتمثلة في قوله - تعالى -: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ وتوضيح نعمه على خلقه، والخطاب لرسول الله - ﷺ - أو عام لكل من يصلح للخطاب.
والمعنى: ألم تعلم علمًا قويًّا جاريًا مجرى الرؤية البصرية أن الله - تعالى - يدخل جزءًا من كل واحد من الليل والنهار في الآخر ويضيفه إليه، فيختلف بذلك حالهما طولا وقصرًا، وذلل الشمس والقمر، وهداهما لمصالح خلقه طلوعًا وأفولًا، كلٌّ من النيرين يجرى في فلكه