ويوقنون بآيته، وسوف يفصل الله بين الأنبياء وأُممهم بما فعلوه معهم، ثم تتجه الآيات إلى تبصير النفوس الغافلة، والاتعاظ بالأمم السابقة التي يعيشون مكانها، ويمشون في مساكنها، وإلى الانتفاع بآيات الله وقدرته التي تسوق الماء إلى الأرض الجُرُز، أي: الجدباء التي لا زرع فيها، فتخصب وتنبت، وتحيا وتعمر بالإنسان والحيوان، أليس ذلك بقادر على إحياء الموتى وبعثهم كما أحيا الأرض الجرز بعد موتها وقحطها، وبعث فيها الحياة والجمال.
وتختم السورة بتبكيت المشركين على استبعادهم ليوم الفتح الذي ينتظره المؤمنون ليفصل بينهم وبين المشركين، ويتوعدهم بأن هذا اليوم آت لا محالة، وسيلاقون فيه جزاءهم ولا ينفعهم إيمانهم ولا هم ينظرون، وتطلب من الرسول - ﷺ - الإعراض عنهم، وانتظار النصرة عليهم وهلاكهم الذي ينتظرونه.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)﴾المفردات:
﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾: لا شك فيه.
﴿افْتَرَاهُ﴾: اختلقه من عنده.
﴿لِتُنْذِرَ﴾: لتخوّف وتحذِّر.